عدالة القضاء تستثني النساء

نتظرنا مع كل النساء اللبنانيات والناشطات والناشطين في قضايا حقوق المرأة وحقوق الإنسان رد محكمة الإستئناف المدنية بجبل لبنان , في شأن دعوى إعطاء المواطنة اللبنانية سميرة سويدان الجنسية اللبنانية لأولادها ، وجاء الرد قاطعاً إستمرار إنكار حق المرأة اللبنانية في إعطاء الجنسية لأسرتها، والإصرار على إبقاء النساء مواطنات درجة ثانية ناقصات في الأهلية وتكريس للقوانين السلطوية والذكورية غير العادلة بالنسبة للنساء ، هذه القوانين التي لا تتفاعل وتتطور مع تغيير وتطور اوضاع المجتمع والتشريع العام ، وتتعارض مع الدستور اللبناني في إلتزام الدولة مواثيق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

اننا في التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني ندين هذا الرد القضائي ونستغرب عدم اجتهاد القضاء في سبيل تحقيق المساواة بين الجنسين لهذا المطلب المحق والعادل . لقد اثبت النظام السياسي الطائفي في لبنان انه عصي عن الإصلاح ، وبدى واضحاً غياب الإرادة السياسية الحقيقية لتحقيق المساواة بين الرجال والنساء لدى السلطات اللبنانية ، التي تتجاهل تعديل وإقرار وتشريع مشاريع القوانين المقدمة من اجل إلغاء التمييز ضد النساء في القوانين ،  بالرغم من كل الحملات الضاغطة التي تقوم بها النساء والحركة النسوية في لبنان. إن إبقاء التمييز ضد النساء في حقوق المواطنة هو انتهاك لحقوق المواطنين والمواطنات العاملين والعاملات من اجل تعزيز دولة المواطن دولة الحق دولة المساواة في القانون ، كما إن إنكار حقوق الإنسان للنساء  يؤبد التمييز ضد المرأة ويحكم عليها بالدونية والتهميش والتبعية الدائمة وتكريس السلطة والحقوق للرجال .

اننا نطالب الدولة اللبنانية  تعديل القوانين التي تميز ضد النساء لما يخدم تطور اوضاع وأحوال الناس وتحمي حقوقهم بشكل فعلي وحقيقي ومن خلال القانون المدني العام. وان ترفع التحقظات عن إتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ووضعها حيز النفاذ، مما يشعرنا ان الدولة مسؤولة عن حماية المواطنين والمواطنات على حدِ سواء . كما نطالب الدولة بموقف إيجابي يتمثل بإنحيازها الى حقوق وكرامة الإنسان والمواطن وبناء الدولة على اسس المساواة بين المواطنين.

وهنا لا يسعنا الا التأكيد على ماقالته المواطنة اللبنانية سميرة سويدان ” اننا خسرنا معركة ولكن لم نخسر الحرب ” واعتبار إقرار حق المرأة اللبنانية في إعطاء الجنسية لأسرتها قضية كل النساء اللبنانيات ، قضية سوف تستمر الحركة النسوية في النظال لتحقيقها ، فلنتوحد جهودنا لذلك .