التجمّع النسائي الديمقراطي اللبناني في الصفوف الأماميّة للانتفاضة اللبنانيّة

جويل عبدالعال

منسقة المناصرة في التجمع

“منبت للنساء والرجال”، هو شطر في نشيد، ولكنّه ليس تفصيل أن نعيد صياغته لرفض أن نذوب كنساء خلف جدران الذكوريّة في هذا الوطن، وأن يمّحى دورنا منه. شطرٌ أعدنا من خلاله رسم الوطن الذي نريد، وهو وطن لا تسوده القوانين التمييزية بحقّنا، وتكون المساواة بين النساء والرجال أساسًا لبداية التغيير السياسي والاجتماعي فيه.

ليس وحده الزخم الذي شهدته ساحات النضال استثنائي، بل كذلك مشاركة النساء في انتفاضة شعبيّة لتغيير الأنظمة الاجتماعية والسياسية، كانت مشهدًا حطّم الصورة النمطيّة المرتبطة بهن، في ظلّ النظام الأبوي السائد والثقافة الذكوريّة التي تحاصرنا.

لقد أثبتت النساء خلال انتفاضة 17 تشرن الأول 2019 أن صوتهن ثورة، وان الثورة في لبنان هي ثورة نسوية، بكل أشكالها ومعالمها. فقد انتصرت في فرض نفسها وشعاراتها في الساحات اللبنانية، وفرض دورها الاجتماعي والسياسي ونضالها، وبأنّها مواطنة لها حقوقها وعليها واجبات نضاليّة وتغييريّة. فقد برزت المطالب والقضايا، التي لطالما حملتها النساء في مظاهراتهن، التزويج المبكر، الأحوال الشخصيّة، والحق في الجنسيّة…

وضعت النساء أنفسهن منذ بداية الانتفاضة في 17 تشرين في موقع قيادي؛ فقطعن الطرقات بأجسادهن وتصدّين لرجال الامن، وقفن في وجه الذين اعتدوا على ساحة الانتفاضة، كما وقفن في مواجهة قوى مكافحة الشغب، هن اللواتي ضربن واعتقلن، وغنّين للوطن الذي عانين فيه من قوانين تمييزيّة بحقّهن وحقّ أولادهن.

وقد سجّلت لعضوات ولموظفات في التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني – RDFL مشاركة كبيرة وفعّالة منذ اليوم الأوّل للثورة، ولعبن أدوارمختلفة كان على رأسها التواجد الدائم على الأرض وفي ساحات الثورة من طرابلس مرورًا ببعلبك وصولًا الى بيروت وحتى صيدا وصور والنبطيّة لدعم النساء ورفع الوعي الشعبي حول حقوق النساء ودورهنّ. تحيّة لكلّ نساء لبنان المؤمنات بدورهن كمواطنات وقياديات في التغيير لأجل إسقاط النظام الابوي – الطائفي وبناء مستقبل ووطن أفضل للجميع.