لوداد شختورة تاريخ ميلاد فقط ولن تفنى بعده أبدا
أنا لا أستحضر وداد لأكتب عنها، فهي حاضرة على الدوام، أنا بالكاد أخط بضع حروف لأقول كم أنا ثرية بها.
وداد المناضلة، النسوية، والمعلمة التي حملت بشرى التغيير عند أجيال النساء واهبة كل ما لديها لهن. وداد سطرت في كتاب الحياة كيف تتخذ النساء من الحياة حياة، وكيف تنافسن الحياة لتعززن مكانتهم فيها. لن أقول عنها إلا ما يشبهها، ثائرة، متمردة، صلبة، حاسمة، حازمة، هدّت وعمّرت، لم تترك شيئاً لا يرضي العقل والضمير إلا وغيرته.
مع وداد ٱمنت أننا لا نولد أحراراً كما ولدنا أولاً إلا بعد أن نحطم القوالب الموروثة، أن نغضب على الظلم الذي تتعرض له، أن نعترض، أن نحتج، فهي كانت حبلى بالفكر الحر، حبلى بالإستقلالية، حبلى بالتحليل، رافضة الخضوع لأي إستغلال إجتماعي أو إبتزاز عاطفي أو غسل دماغ ديني.
وداد كانت حبلى بأجنة تعصي الأوامر وتتحدى السلطة البطريركية، حبلى بأجنة مشككة تطالب بفهم ما هو مطلوب منها، أجنة ذكية ،حرة، تنزع إلى التمرد، لأنها تؤمن أن هذه السمات هي ما تنقذ مستقبل الأجيال.
وكان لها أن تنجب التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني، كان لها أن تنجب مئات الصبايا اللواتي تحملن تاريخها وصوتها العالي وإصرارها على الكفاح وتفكيرها الإيجابي وشراراتها، وتملأن فجوات المجتمع بأنوثتهن الفاعلة من أجل مجتمع أكثر عدالة وإنسانية مع النساء.
دعيني أخبرك أن لبنان يشهد انتفاضة بوجه الطبقة السياسية كلها التي تحكم البلاد منذ ثلاثين عاماً، هذه الطغمة الفاسدة التي إستولت على كل مقدرات وطننا وأمعنت نهباً وفساداً في مؤسساته وإداراته.
وداد… هل شاهدت من عليائك النساء تملأن الساحات؟ تصرخن، ترفعن أصواتهن لتزعج من ينبغي أن ينزعج منهن. هل رأيت مواطناتك لا يتسولن حقوقهن بل يسعين لأخذها بأظافرهن وأيديهن بدءا من الجنسية وقانون الأحوال الشخصية وحقوقهن بالعمل والأجور المتساوية؟ مطالبات بقوانين مدنية في دولة مدنية!
وداد لم تمت ،وداد تعيش بين عبورها و عِبَرِها.
كتابة: ليلى مروة رئيسة التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني – RDFL ، بمناسبة ذكرى رحيل وداد شختورة رئيسة ومؤسسة التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني.
جلسات دعم نفسيّ اجتماعيّ للرجال ضمن إطار مشروع “حارتنا”
في إطار مشروع “حارتنا” الممول من AFD وDanida، تم تنظيم جلستي دعم نفسي اجتماعي …