من وداد حلواني رئيسية لجنة اهالي المخطوفين والمفقودين إلى وداد شختورة
وَجَدتُني اليوم أمام تقصيرٍ حيال تسْطيرٍ وجداني لذاكرةٍ أنتِ ضوؤها. لكن سرعانَ ما استجْمعتُ الهمّة،
تلبيةً، وعبر الهاتف، لدعوةِ صبيّةٍ، عَرَّفتْني أنّها منسقة الإعلام في التجمّع النسائي الديمقراطي. كأنّي بها
تُذكِّرني بآذار وبرقم 8، رقم ميلادك.
ماذا أكتبُ عنكِ إليك يا “سميّتي”؟ وكيف لا أُدانُ على اختصارِ مسيرةٍ وسيرةٍ تَعوزُهُما مجلّدات تَشِي
بتأسيسِكِ لهذا التجمّع النسائي وبزخْمٍ نضاليٍّ أسْكَتَتْه قسريةُ المرض؟
سأجهدُ في تركيبِ كلماتٍ، مُقصِّرة بدورِها، علّمتْنا كيف نغلقُ شوارعَ القنْص، وكيف يُثمِرُ الزرع. وشخصياً
علّمتْني كيف أؤلِّفُ لحناً وأعزفُ بلا يَدَيْن.
ببساطة، رأَيْتُني وقلمي الخجول، أنّ لا جديد أُضيفُهُ على منابرٍ شَهدَتْ على كفاءتِكِ في القيادة، والتمكّن من
الحركة الإيجابية، كواليسُها تراكم الخبرات، مُضافاً إليها عنادٌ ومصداقيةٌ، في معادلةٍ محورُها المرأة، والهمّ
الإنساني.
بأيِّ جديدٍ أدَّعيه ليزيدَ ألَقَ سيرتِكِ؟
فقط، أنا أذكِّر، لأنّ الذكرى تنفع، أنّكِ كأستاذةِ رياضيات، تعَمْلَقَتْ بَصْمتُها، وأعلَنَتْ إعدادَ جيلٍ، أكسبتْهُ فكراً
نيِّراً، منفتحاً، حرّاً، وجَرَّعَتْهُ “العدَّ وعكسَهُ”. كلّ هذا كرمى للوطن والمواطنة.
بهذا التوصيف، أفتحُ التذكّرَ ولا أُضيف. أُضيفُ ولا أدَّعي، أنّ كُثُراً وكثيراتٍ، أنا منهم، تماهوا ونبْضَكِ
الثائر.
أُضيفُ، فقط لأُقرَّ وأعترفَ بأسْبقيتِكِ في دعمِ قضايا الناس المحقّة، ضمناً معضلة مفقودي حرب لبنان.
أُضيفُ فقط، رفْعَ قبَّعتي إكباراً لكِ، واعترافاً بكُثُرٍ يجيدون إيفاءَكِ حقِّكِ في استعراض حيويتِكِ النقابية،
التربوية، النسوية، وهذا نضالٌ وطنّي صرفٌ بامتياز.
أُضيفُ لأؤكّدَ أنّكِ كنتِ الثبات، ونحن المتحركون وفق معادلتِكِ؛ وأنّ حلمَكِ هو بقليل قمح، ونافذة يحطُّ
عليها طائرٌ يُريدُنا التشقلُبَ فرحاً.
أفترضُكِ على السمعِ والإصغاء، لأخبرَكِ عن سعادتي في اجتماع أمس، ومناسبتُه اليوم العالمي للمرأة، من
مُنتجِ باقة صبايا ودعوتهنَ لي، وأنا المُبحرةُ صوب السبعين، لمشاركتِهِنّ التحضيرَ لعالمية هذا اليوم. صبايا
لا تؤمنَ إلاَ بقيامة الوطن، وتُدركينَ عزيزتي ما القيامة!! سلاحُهُنّ الجرأةُ، التحدّي وتَصَدّر صفوف انتفاضة
17 تشرين التي ما تزال مستمرّة وواعدة .
أبشري حيث أنتِ؛ زرعُكِ الذي بدأَ يُثمر، يَشْهدُ على غيابِكِ الجسدي فقط. ملامحُ الإثمار قرأتُها في عيونِ
ومداخلاتِ “جويل”، “حياة”، “أمال”، وغيرهنّ، دون أن أنسى “زهراء” منسقة الإعلام.
قبل أنْ أختمَ النصَ بإسمي التوأم، أزفُّ إليكِ نجاحَنا في انتزاعِ قانونٍ للكشف عن مصير المفقودين.
حبّذا عزيزتي لو تخبرين “عدناني”، في حال لَمَحْتيه، بهذا الإنجاز، بهذا حدّ العدل الأدنى، وبهذا الإيمان
الأضعف.
وداد حلواني
2/3/2020
رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين
جلسات دعم نفسيّ اجتماعيّ للرجال ضمن إطار مشروع “حارتنا”
في إطار مشروع “حارتنا” الممول من AFD وDanida، تم تنظيم جلستي دعم نفسي اجتماعي …