‫الرئيسية‬ مقالات التجمع النسائي الديمقراطي يطلق فيلماً قصيراً تحت عنوان “ع عينك يا تاجر”
مقالات - 07/12/2014

التجمع النسائي الديمقراطي يطلق فيلماً قصيراً تحت عنوان “ع عينك يا تاجر”

في اطار حملة الـ 16 يوماً في مجال مناهضة العنف ضد النساء، اطلق التجمع النسائي الديمقراطي فيلما قصيرا تحت عنوان “ع عينك يا تاجر” يحاكي واقع العنف الجنسي وظاهرة التحرش، محاولين تسليط الضوء على ما تعانيه المرأة في حياتها اليومية وانواع التحرش بدءاً من “التلطيش” وصولاً الى ما هو ابعد من ذلك بكثير، خاصة ان لبنان يعد ضمن ثامن اسوأ دولة في تطبيق المساواة الجندرية.

الفيلم الرمزي والذي عرض في قصر الاونيسكو يروي قصة فتاة قررت تحدي “التلطيش” على طريقتها بعد تعرضها للمضايقة من قبل بائع خضار، بعد مناداتها بأسماء الفواكه والخضار، لتتصرف الفتاة وتأخذ طابع التحدي والجلوس امام بسطة الخضار والمناداة بنفس التعابير التي كان يطلقها ويقيّم من خلالها الناس، لتضعه في موقف محرج وبطريقة كوميدية تتابع تصرفاتها معه، خاصة عندما قررت رفع اليافطة الموضوعة على بسطة الخضار ممنوع اللمس فقررت رفعها من اجل ايصال رسالة بأن جسم المرأة ممنوع من اللمس وبأنه لا يحق لأي شخص فعل ما يريده حتى وان كان قادرا على ذلك.
وتستكمل القصة بين الفتاة والشاب خاصة بعد ان اقتربت سيدة من “البسطة” اذ تحول البائع بقدرة قادر من “ابن شارع” الى رجل مهذب ولوهلة تظن بأن “القط قد يأكل طعامه”، لتستغل الفتاة هذا الموقف وتكتب على اليافطة tante ولدى سؤال السيدة عن هذا التصرف من الفتاة تخبرها عن التصرفات الحقيقية للرجل المهذب امامها وبأنها قد تعرضت للتحرش اللفظي من قبله.
التحرش يبرّر بالغزل
الفيلم من انتاج التجمع الديمقراطي، والذي يهدف الى ايصال رسالة عن كيفية عمل المنظومة الاجتماعية مع المرأة وكيف ان المجتمع اعطى الحق للرجل بالتعاطي مع المرأة وكأنها سلعة، من خلال ابسط التعابير وبعض الالفاظ، التي تندرج تحت مصطلح تحرش فيما يتم تبريرها بكلمة الغزل، خاصة عندما تقوم الفتاة في الفيلم بالبحث في المعجم عن معنى كلمة غزل وتقارنها بما تعرضت له لتجد انه ابعد ما يكون عن الغزل.
واشار منظمو الندوة في حديث لـ”البلد” الى ان المشكلة الحقيقية في لبنان تكمن بعدم وجود اي قانون يجرم التحرش الجنسي، بكافة انواعه من التحرش في العمل او على الطريق او حتى داخل الاسرة، مستشهدين بحالة الاغتصاب وكيفية تعامل القضاء اللبناني مع حالات الاغتصاب، حيث اشاروا الى ان الرجل يحق له ان يتزوج الضحية وتسقط عنه التهمة وينتهي كل شيء وكأن جريمة لم تقع وبأنه لا يوجد ضحية ولا وحش قام بالجريمة، مضيفين بأن جريمة ضد الانسانية كالاغتصاب تحل القصة بالزواج فكيف بقضية تحرش لفظي.
جريمة ضد الانسانية
واشارت كارولين صليبي منسقة مشروع مناهضة العنف في كلمتها قبل عرض الفيلم الى ان هناك استياء كبيرا واستنفارا امام ظاهرة العنف المستفحلة ضد النساء والتي تتزايد بشكل تصاعدي استناداً الى اعداد النساء اللواتي قتلن في السنوات الاخيرة على يد ازواجهن او على يد افراد عائلاتهن، مضيفة “ان فضح الانتهاكات الخاصة بالعنف واستغلال النساء هو من واجبنا فلا نرضى ان يبقى اغتصاب الزوجة حقاً من حقوق الزوج وضرب المرأة وتأديبها جزءاً من ثقافتنا وتزويج القاصرات مباحاً وتجريد الام من حقها بمنح جنسيتها لأطفالها طبيعياً واعتبار التحرش الجنسي غزلاً.
واعتبرت صليبي ان العنف ضد النساء اصبح جريمة ضد الانسانية وهو عائق اساسي امام تمتع المرأة بحقوقها خاصة ان النظام الثقافي السياسي يتحكم بالنظام الاسري خاصة ان وضع المرأة في بلادنا تحكمه الشرائع الدينية مع ما تتضمنه من تفاوت في الحقوق بين المرأة والرجل وبين طائفة واخرى. وطالما ان لا امكانية للمس بمرجعية الاحوال الشخصية ستبقى النساء اللبنانيات مواطنات من الدرجة الثانية، خاصة ان القوانين التي ترعى شؤون الاسرة قد سلمت زمام امورها الى الرجل وكلمة رب الأسرة هي خير تعبير عما تتضمن من معانٍ ورموز. معتبرةً انه بالرغم من اقرار قانون يحمي النساء من العنف الاسري فما زال العنف يغلغل في الاسرة وحماية النساء ما زالت خجولة وغير معممة ومطبقة كما يجب. موجهةً اللوم الى الطبقة السياسية والدولة متسائلة عن شعور احد عناصر الدولة بالحرج من تصنيف لبنان ضمن ثامن اسوأ دولة في المساواة بين الرجل والمرأة.
وختمت حديثها بالتوجه الى مرتكبي جرائم العنف ضد النساء بالقول ” إن الضعفاء يلجأون الى العنف ظناً منهم إنه قوة”.
قصص مأسوية
وبعد انتهاء الفيلم تمت مناقشته مع الحاضرين خاصةً أن من بين الحضور حالات تعرضت للتحرش وسيدات من مناطق ريفية لهن قصص مأسوية مع التحرش، فعبير والتي حاولت جاهدة البحث عن عمل يؤمن لها قوتها اليومي وجدت فرصة لها في محل ألبسة، وبعد أسبوعين من العمل حاول صاحب المتجر التقرب منها عارضا عليها أن يرفع لها راتبها الشهري مقابل “مشوار وشمة هوا”، وعندما رفضت طلبه بالقول إنها هنا لتعمل ما كان منه إلا أن اقترب منها وشدها إليه محاولا” تقبيلها فأبعدته عنها وغادرت المتجر وهي اليوم بدون عمل.
بينما نور الفتاة العشرينية التي كانت تستقل سيارة أجرة للذهاب إلى منزلها فتعرضت لموقف أقوى من سابقتها، فبينما كان السائق يقود السيارة نظر إلى الخلف وطلب منها أن تجلس في المقعد الأمامي ﻷن حسب زعمه ان هناك ثلاثة أشخاص ينتظرونه في آخر الشارع ليستقلوا معه السيارة، فوافقت وجلست في المقعد الأمامي بعدها لاحظت الفتاة أن الرجل بدأ يداعب اماكن حساسة في جسمه، سالكاً طريقا مخالفا لطريقها عندها طلبت منه التوقف ﻷنها غيرت مسارها محاولة أن لا تظهر له ذعرها كي لا يقوم بإيذائها
فما كان منه إلا أن حاول إقفال الأبواب ولكنها سبقته وفتحت باب السيارة قبل أن يقوم هو بإقفالها وترجلت منها وركضت نحو متجر قريب لكي لا يحاول الإنفراد بها في الطريق المقطوع.
قصص كثيرة واخرى مأسوية وصلت الى حد الاغتصاب والقتل ومرت مرور الكرام وبالكاد تم توقيف الزوج في حالات القتل وبكل وقاحة كانت اصوات ترتفع لتعطي مبررات للزوج وكأن من تم انهاء حياتها ليست روحا، هذه ببساطة صلب اشكاليات مجتمعنا الأساسية وغير المنفصلة عن كل القضايا المفصلية.

http://www.albaladonline.com/ar/NewsDetails.aspx?pageid=248360

‫شاهد أيضًا‬

جلسات دعم نفسيّ اجتماعيّ للرجال ضمن إطار مشروع “حارتنا”

في إطار مشروع “حارتنا” الممول من AFD وDanida، تم تنظيم جلستي دعم نفسي اجتماعي …